WWW.QURAN.COM

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الحياة الأفضل والطريق الأفضل طريق الإسلام


    الرضا

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 07/09/2009

    الرضا Empty الرضا

    مُساهمة  Admin الأحد سبتمبر 13, 2009 1:53 pm

    ياه ما أقسى الحرمان.... وما أشد وطأته!!


    تُمحى كل المغالطات إلا الحرمان يبقى كملك قد كرهه من حوله رغم سطوته... ينسى الفرد كل ما يصيبه إلا الحرمان يعاوده ذكراه عند كل ابتسامه.

    أينما اتجهت رأيت صور الحرمان.. يحرم الوالد ابنه، يحرم الفقير ماله، يحرم السيد سؤدده، يحرم الصغير أمه، يحرم المبدع معينه، يحرم الحبيب حبيبه.

    لكن حرماناً قاسياً أعني.. حرماناً مؤلما أصور هنا... فأرجوكم أدركوا أحرفي فكروا بقلوبكم.. أرجوكم أيها القراء.. حين يكون الحرمان حرمان رضا المولى جل وعلا تكون المهلكة ولات حين مناص.

    كل معاني الحرمان تتجسد في ساعة بلاءٍ لا يُرفع، ونداءٍ لا يُسمع. يا رب لا تحرمنا رضاك ولا تمنعنا طاعتك، فلا مأمن إذن من سخطك، ولا مهرب من قيوميتك..

    أعلمتم الآن ما سر حزني من هذه الكلمة (الحرمان) لقد نكأت كل الجراح وأعادت سواد الصور. والله لن نستطيع تحمُل الحرمان.. ولو تحملناه لشقينا وأشقينا.

    * حين نـُحرم الرضا... يضيع كل شيء.. تختنق البسمات، تشتد البليّات، وتعظُم المهلكات.

    * حين نـُحرم الرضا نفقد الإحساس بكل شيء.. تضيع النيات، تتبعثر الأطروحات، وتنهار السامقات.

    * حين نـُحرم الرضا.. ينتهي كل شيء.. تتمزق الأركان، وتصفق الأيدي خسارة الدنيا.

    * حين نُحرم الرضا.. فطريقنا مسدود.. وسؤالنا مردود.. ونورنا محجوب.. وهمنا مغلوب...

    * حين نـحرم الرضا.. لن نـحصد سوى الحسرة.. وما أشقانا!!


    ****

    أيها الإنسان أناجي قلبك.. فيا إنسان.. لا يُشقيك حرمان الرضا.

    يا إنسان.. كل جراح الحرمان تندمل إلا جُرح حرمان الرضا..

    يا إنسان.. مسكين إن حُرمت الرضا فهمومك لمن تبثها!!

    وأشجانك تبعثها لمن؟!!

    كيف لا وقد حُرمت كل شيء.. أوليس الرضا كُل شيء دموعك لمن.. وشكواك إلى من؟ كيف لا وقد حرمت العطاء من المعطي.. كيف لا وقد قُوبلت بالجفاء من رب الأرض والسماء.. كيف لا وقد فقدت المعين والمجيب والقريب والنصير والحبيب.. فواه لك!!


    أعلمت الآن ما أقسى حرمان الرضا!

    مصائب وابتلاءات.. محن وفاجعات تعصف بكل فرد؛ تقذف به هنا وهناك، ولكن من سكن الرضا قلبه حوقلت أركانه وغشيته الرحمة، فظل رغم الأذى يكسوه الرضا... ويا روعة ذلك! من منا لم يئن من المصيبة، ويبكي الألم، من منا لم يمزقه حدث، ويهزمه جرح والله لا أحد... أجزم بها على اختلاف الآلام!

    هنا فقط يفيض نور الرضا يهِبُه الله لمن يحب.. فما أروع الحب والرضا! فالرضا تمام المحبة ويعقبه الاقتراب فما أروع أن يقترب العبد من جلال المولى جل وعلا فيعيش عذب المحيا وإن تراءى للناس الشقاء.

    أغلب الأشياء في هذا العالم المظلم تُبعدنا عن الرضا تجعلُنا نستسيغ الحرمان، ونحن بكل سذاجة نقبلها وبحب أيضاً.. ياه ما أشد سذاجتنا! ولا نزال باعتبارنا لما نحن فيه متباينين، لا نزال أسرى أوهام براقة، ومتغيرات متعبة، وواقع مؤسف.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 7:55 am