WWW.QURAN.COM

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الحياة الأفضل والطريق الأفضل طريق الإسلام


    كن ايجابيا وتساءل

    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 56
    تاريخ التسجيل : 07/09/2009

    كن ايجابيا وتساءل Empty كن ايجابيا وتساءل

    مُساهمة  Admin الأحد سبتمبر 13, 2009 2:01 pm

    كيف تقنع الشخص السلبي اليائس بأن يتغير؟
    كيف تقنع من لا أمل عنده و لا رغبة له في الحياة في التغيير في التحدي والاستجابة بأن يقوم من رماده وقبره ليبتدع قيامته بنفسه.
    كيف تقنعه بأن يغرس في داخله شجرة الأمل وهو يعتقد اعتقاداً جازما أن أرضه قاحلة وأن سماءه ممسكة وهو يحتقر الزراعة أساسا؟
    كيف نغير مفاهيم عامة جذورها عميقة وأغصانها الجرداء ممتدة وشبكتها العنكبوتية الأخطبوطية تلتف حول تلافيف الدماغ وأنسجة العضلات ومراكز الإرادة في الدماغ ؟
    كيف تقنع السجين بأن يفك أسره عندما تكون القضبان موجودة والمفتاح موجود في يديه لكنه يعرف أنه سجين ويستنكف أن يستعمل يديه ؟
    كيف تقنعه أن يتعالج عندما يكون المريض يجهل أنه مريض؟ بل يصر على التجاهل، وكيف تعالجه ومرضه فقدان المناعة؟ المناعة أمام أي نكبة أو هزة لا بمعنى أنه ينهار أمامها تلقائيا ولكن بمعنى أنه عاجز عن التفاعل معها عن الاستجابة للتحدي الذي تمثله فتستمر حياته كما هي دونما تغيير.
    كيف تعالجه عندما يكون مرضه فقدان الإرادة؟ إرادة الحياة، إرادة البقاء، إرادة التغيير بل كيف تقنعه بالتغيير وهو لا يرى ما يستدعي للتغيير، إنه قانع برعيه وتجارته وأوضاع حياته كافة دون أن يتصور أن هناك حياة أفضل بعدها ؟
    بأي وسيلة يمكن نفخ الروح في الجثة الهامدة التي ارتضت لنفسها وضع القبر المهين؟
    ولكن أي روح هي التي نريد أن ننفخها في تلك الجثة الهامدة؟
    إنها روح الإيجابية التي فقدناها بفقدان عناصر الخطاب القرآني، وهي الإيجابية التي نادى بها كتابنا العزيز القرآن الكريم الذي بدا أثره واضحا على مستوى الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في الجزيرة العربية هو ما يمكن تلخيصه بكلمة واحدة هي :الإيجابية. فقد تحول العرب تحولا كبيراً في خضم عقود قليلة لا تتجاوز الثلاثة. كان العرب أمة أميّة مستسلمة لواقع دوني وسلبي دون كيان سياسي واجتماعي واضح المعالم وفي ظل ظروف اجتماعية بالغة الرداءة وعدم التوازن ليس أولها وأد البنات ولا أخرها الاعتماد على القرعة لتحديد النسب أو الربا الفاحش الذي ينتهي بالمدين إلى أن يُملّك المدين نفسه للدائن.
    إن الأسباب المادية موجودة فعلا ولا داعي لإنكارها بأي داع أو سبب من الأسباب لكنها تشرح مغزى النقلة المعجزة التي حصلت، أن يتحول العرب من أمة أمية إلى أمة كتاب، وأن يتحولوا من مجموعة أفراد مستسلمين لقدرة القرعة والكهانة وصحراء الجدب وأوثـان التمر إلى جيل آخر، جيل فاعل ومتفاعل مع العالم المحيط به، ابتدأ بنفسه فغيرها غير العالم من حوله هدم ما هدم وأبقى ما أبقى وبنى ما بنى كل ذلك ضمن إطار جديد من الوثوب والتغيير والإيجابية هذا الفرد لا يمكن أن تفسر نشوءه ظروف الجاهلية المحيطة به ولكن يفسره بالتأكيد تفاعل الخطاب القرآني معه ومع ظروفه ومع كل جزء من جزئيات حياته إن تماهي الخطاب القرآني مع هذا الفرد الذي يفسر ذلك الوثوب المفاجئ والقفزة المعجزة وهو الذي يفسر كيف تحولت صحراء اليباب إلى أرض الخصب وكيف أثمرت أرض ظلت لقرون قاحلة مجدبة وكيف حبلت امرأة ظلت عاقرا طيلة عمرها.
    إنها الإيجابية ذلك العنصر الذي زرعه الخطاب القرآني في نفوس وعقود الجيل الأول فكانت الوثبة والانطلاقة والقفزة المعجزة.

    وكما هي العادة في كل عنصر فقد اختار الخطاب القرآني أن يزرع الإيجابية أولا عبر مثال قصصي عريق . يأتي المثل القرآني مع الإيجابية على شكل قصة معروفة وردت في التوراة لكن مع الخطاب القرآني يستعملها بشكل مختلف ويجيرها لحساب هدف آخر
    بتصرف عن كتاب البوصلة القرآنية للدكتور احمد خيري العمري

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 6:42 am